الأحد، 18 يونيو 2017

حوار مع مجدي شلبي في منتديات فرسان الثقافة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حوار مع الكاتب المصري مجدي شلبي
من إعداد عبد القادر كعبان من الجزائر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كيف يقدم مجدي شلبي نفسه للقارئ؟
القارئ لم يعد لديه ثقه فيما يقوله الكتاب عن أنفسهم، بقدر ثقته فيما يقوله الآخرون عنهم؛ فبحسب ما وصفني الكاتب الكبير الأستاذ سمير بسيوني الرئيس السابق لفرع اتحاد كتاب الدقهلية و دمياط بمصر؛ أقدم نفسى:
"الكاتب (مجدي شلبي) يُعد بحق أول كاتب مقال ساخر في محافظة الدقهلية"... وأشرف بعضوية اتحاد كتاب الإنترنت العرب ـ عضو المدونين العرب ـ عضو النادي الأدبي بقصر ثقافة المنصورة ـ عضو أتيليه المنصورة للفنون والآداب ـ عضو رابطة أدباء الشام ـ عضو موقع القصة العربية ـ عضو ديوان العرب ـ عضو رابطة أدباء الأمة ـ و كاتب في العديد من المواقع الالكترونية منها: دنيا الرأي و شبكة بابل للثقافة و الإعلام و موقع الموقد و موقع المثقف...
كيف كانت البداية؟ ومن وقف بجانبك مشجعا؟ وما تأثير موقفه على مسيرتك الأدبية؟
قد يدهشك أن بداية موهبتي كانت في مجال الفن؛ رساماً ثم عازفاً على آلة العود؛ و مع دندنة العزف كتبت بعض الكلمات الشعرية، التي رحت أتغنى بها؛ أما البداية الحقيقية للكتابة الأدبية عموماً، و الساخرة على وجه الخصوص؛ فقد بدأت معي مطلع الثمانينات؛ عندما عرفت الطريق لمراسلة الصحف و النشر بها... فكنت أفرح بما يُنشر لي دون الاكتراث بحفظه...
و مرت الأعوام ثقيلة كعادتها؛ إلى أن منحني شقيقي الأستاذ الدكتور/ أحمد عثمان (حاسوباً) استطعت من خلاله التواصل مع كبار الكتاب في الصحف العربية، و على رأسهم الراحل الكبير الدكتور/ محمد صادق دياب؛ الذى كان يكتب وقتها في جريدة الشرق الأوسط و يرأس تحرير مجلة الحج و العمرة التي تصدرها وزارة الحج السعودية؛ هذا الرجل منحنى وساماً على صدرى و تاجاً على رأسي بكلماته المشجعة، التي منها هذه العبارات:
ـ "أنا معجب فعلاً بخفة ظلك ورشاقة أسلوبك"...
ـ "أنت حقاً تمتلك أسلوب ساخر ساحر مبهج، فلماذا لا تناضل في سبيل إبراز موهبتك... أنت تستحق ذلك... حاول"
ـ"أنت فنان لا تحتاج إلى شهادات... يمكن للعالم أن ينتج ملايين الناس من حملة الشهادات، لكنه سيعجز عن خلق فنان، فتلك موهبة يصنعها الله، ليس مهماً أن تشتغل بالصحافة ولكن ابحث عن فرصة لنشر كلماتك الساخرة"
ـ "أكتب يا مجدي بإصرار، وستثقب جدار الظلمة يوما"
ـ "إنك مؤهل لطباعة كتاب يضم عباراتك الساخرة، أنت موهوب حقيقي"
فكانت العبارة الأخيرة هي الدافع وراء تجميعي لما أمكن من كتاباتي السابقة و طباعته في كتاب بعنوان (لهذا وجب التنبيه!) و انبريت أكتب و أنشر في الصحف الورقية و المواقع الالكترونية؛ أشعاراً و مقالات و قصصاً قصيرة يغلب عليه الحس الساخر حتى يومنا هذا، و إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولا...
تكتب القصة القصيرة والشعر والمقال الساخر، أي من هذه الفنون أكثر تمثيلا لمجدي شلبي؟
الشعر هو ابني المدلل، و المقال هو ابنى الأكبر، و القصة القصيرة هي ابنتى التي أهملتها سنيناً، و أريد أن أعوضها الآن عدلاً و إنصافاً... الثلاثة أبنائي، من صلب قلمي، و يحمل كل منهم اسمي؛ لكن ابني الأكبر هو الأكثر تمثيلاً لي وتعبيراً عني...
كيف على الكاتب أن يطور أدواته التعبيرية وطاقاته الفكرية وهل الموهبة وحدها كافية ليكون الكاتب مبدعا حقيقيا؟
الموهبة ضررية لكنها لا تكفي وحدها؛ فهي تحتاج إلى اكتساب مهارات، و تطوير أدوات، و استفادة من خبرات سابقة عن طريق القراءة و الاطلاع و حضور الندوات و المناقشات و الاحتكاك بالأوساط الأدبية، و فتح مجالات الحوار و تبادل الرؤى و الأفكار حول الإنتاج الأدبي المطروح...
من هو الأديب أو الأديبة التي ما زلت تعتبرها أستاذة لك؟ ولماذا؟
لقد تتلمذت على كتابات ابراهيم عبد القادر المازني الذي علمني السخرية، و زكى نجيب محمود الذي علمني المقال، أما أستاذي ومعلمي الأول فهو سلامة موسى الذي علمني التمرد، و قد كتبت عنه كتاباً (بخط يدي) و أنا عمرى 18 عام بعنوان (يقظة الوعى ـ ترجمة لفكر و حياة سلامة موسى)... و لا يمكن أن أغفل دور عشرات الكتاب الذين قرأت لهم؛ فساهموا في تشكيل وجداني، و استفدت من أفكارهم و أساليبهم و إبداعاتهم المتنوعة؛ في شتى صنوف المعرفة الإنسانية... منهم على سبيل المثال لا الحصر: جبران خليل جبران، محمد حسين هيكل، طه حسين، محمود تيمور، عبد الله الطوخي، أنيس منصور، مصطفى محمود... فضلاً عن أشعار نزار قباني و فاروق جويدة...
هل تعتبر الرواية هي الأهم إزاء السرود الأدبية الأخرى في نظرك؟
قد يعتبر البعض أن الرواية هي الأهم في مجال السرد الأدبي؛ ولكني أرى أن القصة القصيرة جدا (الأقصوصة) هي الأنسب باعتبارها متوافقة مع إيقاع الحياة السريع...
حدثني عن مجدي شلبي الكاتب قبل وأثناء وبعد الثورة؟
الكاتب عموماً في حالة ثورة مستمرة قبل و أثناء و بعد (الثورة) التي تقصدها، وسيظل في ثورة؛ لأن الكتابة في حد ذاتها هي تعبير عن حالة غضب؛ هي محاولة لتغيير الواقع، هي تمرد على حالة الخنوع و الخضوع و الاستسلام، هي استشراف لمستقبل أفضل يليق بكرامة الإنسان الذي كرمه الله على سائر المخلوقات، فلا ينبغي أن يهان على يد أخيه الإنسان...
ماذا تعني الحرية لمجدي شلبي؟ متى تكون كاملة ومتى يكون لها خطوط حمراء لا يتوجب تجاوزها؟
الحرية عكس العبودية، و كما لا توجد وسطية بين العدل و الظلم، لا ينبغى أن تكون هناك وسطية بين الحرية و العبودية، و أعتقد أن الكاتب الحقيقي داخله ضمير يمثل خطوطه الحمراء، التي لا يتجاوزها، و ليس فى حاجة لخطوط حمراء تُفرض عليه من الخارج...
هل تشعر أن المثقف العربي عموما يتمتع حقا بالحرية؟
أعتقد أن المثقف العربي ليس لديه مشكلة مع مقولة (الحرية بلا سقف تُعد فوضى) و لكن المشكلة في صانع السقف الذي يحدد ارتفاعه و انخفاضه طبقاً لمعايير مختلفة؛ فالسقوف متأرجحة الارتفاع من دولة لأخرى، ومن نظام حكم إلى نظام حكم آخر...
وكيف يقرأ مجدي شلبي زملاءه الكتاب في مصر تحديدا، وفي الوطن العربي عموما؟
الفضاء الالكتروني زاخر بالعديد من المواقع و المنتديات الأدبية؛ التي أصبح معها متابعة الكُتاب عملية صعبة؛ خصوصاً في ظل ما أعانيه من ضيق في الوقت؛ الذي يتوزع بين قضاء متطلبات و احتياجات أسرتي؛ و كتاباتى، و متابعة مشروع (موقع لكل أديب) الذي تبنيته، و أنفذه خدمة للإخوة الأدباء؛ الذين لا يملكون الوقت لعمل مواقع خاصة بهم؛ كل (بلوج) منها أنشر فيه للأديب إبداعه الأدبي، و صوره الشخصية، ولقاءاته و أخباره الأدبية و الثقافية، و أظل على تواصل معه لتدوين كل جديد؛ و من خلال هذا الحوار أدعو الأخوة الأدباء و الأديبات من كافة أقطار وطننا العربى، الذين يرغبون فى الاشتراك في هذا المشروع؛ أن يقوموا بالتواصل معى على إيميلى shalaby_magdy@yahoo.com
و مع هذا و ذاك أتابع زملائي الأدباء من خلال حضوري لندوات و مناقشات أعمالهم، كما أقرأ باهتمام كل ما ينشره الأستاذ عبد القادر كعبان في العديد من المواقع الهامة، فضلاً عن كتابات الإخوة الأدباء في موقع القصة العربية، و ديوان العرب، و رابطة أدباء الشام، و أدباء الأمة، و دنيا الرأى... و غيرها، و هى كتابات رائعة بحق...
أين تكمن روعة النص الناجح بكل المقاييس بغض النظر عن جنسه الأدبي؟
النص الناجح هو النص المدهش الذي يمتعنا، و يقلقنا؛ يشبعنا، و يفزعنا؛ فيتركنا على حال غير الحال الذى دخلنا به عليه...
كيف يمكن إثارة القارئ وتحفيزه على مواصلة عملية القراءة؟
ضغوط الحياة الاقتصادية تدفع المواطن للعزوف عن القراءة، و لا يعقل أن تطلب من فقير في جيبه عشرة جنيهات؛ أن يشترى كتاباً، و يجوع أولاده... فضلاً عن عنصر الوقت الذي يمضيه في أكثر من عمل ليوفر لأسرته قوت يومهم بالكاد في ظل ارتفاع الأسعار... و طبقاً لهذا الواقع المؤلم تكون إثارة القارئ و تحفيزه للقراءة مرتبطة بالنهوض بالمجتمع اقتصادياً و تحقيق حياة كريمة للمواطنين أولاً و قبل كل شيء...
ما هي رؤية الكاتب مجدي شلبي للمؤسسات الفاعلة في مجال الكتابة والقراءة ؟ وما المطلوب لتطويرها؟
المؤسسات الثقافية تدار بطريقة روتينية عتيقة لا تتسق مع التطورات التي يشهدها العالم و المجتمع؛ و الأمل معقود على ما يتم الآن من تعيين بعض الأدباء في مناصب قيادية بالمؤسسات الثقافية؛ فهم الأقرب و الأوعى و الأفهم لمشاكل و هموم المثقفين و الأدباء، و الأجدر على حلها...
ماهي العوامل التي تحول بين الأديب و بين نشر إبداعه اليوم في نظرك؟
مشكلة نشر الإبداع ورقياً مرتبطة بالمشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الأدباء على وجه الخصوص؛ لأن الأدب هو المهنة الوحيدة التي لا يمكن أن توفر لممارسها الحد الأدنى من المعيشة، و أنا أعرف بعض الأدباء الذين باعوا بعض أثاث منازلهم ليطبعوا كتاباً؛ ثم واجهتهم صعوبة النشر و التوزيع؛ بسبب إحجام الناس عن القراءة؛ أما النشر الالكتروني فهو مجانى العرض و مجانى العائد أيضاً!...
من يستطيع أن يقول عن الكاتب أنه موهوب، الناقد أم القارئ أم الزمن؟
الذي يملك الحكم الصحيح على وجود موهبة من عدمه: الناقد إذا كان أميناً، و القارئ إذا كان واعياً، و الزمن إذا كان عادلاً...
ما جديد الكاتب مجدي شلبي؟
هناك مجموعة قصصية تحت الطبع (حُمرة خجل) و أخرى فى مرحلة الإعداد (جار الهنا)، فضلاً عن تأهبي لإلقاء ثلاث محاضرات في الثقافة العامة بفرع ثقافة الدقهلية تابع الهيئة العامة لقصور الثقافة خلال الشهر الجاري (أكتوبر 2012) بإذن الله... هذا وقد صدر لي خلال السنوات القليلة الماضية ثمان كتب هي على الترتيب: لهذا وجب التنبيه ـ كلام والسلام ـ أسئلة ساذجة ـ كلمة فى سرك ـ من مذكرات زوج مخلوع ـ الرقص على سلم الصحافة ـ رباعيات مجدى شلبى ـ زواج على صفيح ساخن .
هل من كلمة ختامية لقرائك؟
أشكركم و أتمنى أن تتابعون إنتاجي الأدبي من خلال موقعي الشخصي على الانترنت:
magdyshalaby1.blogspot.com
و خالص التقدير و الاحترام لمجرى هذا الحوار الكاتب و الشاعر الأستاذ عبد القادر كعبان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ نُشر هذا الحوار بتاريخ 10/1/2012 في (منتديات فرسان الثقافة)